جسم الانسان وما به من خفايا....

لقد ظلّت نظرية الحقل الموحّد نظرية علمية مجردة لا يفهمها إلا من تعمق في علوم فيزياء الكم، إلى أن حدث اكتشاف هام جداً أطلق عليه الكثير من العلماء، أنه نقطة التحول إلى عصر جديد من المفاهيم العلمية التي قد تغيّر الكثير في مجرى الحياة البشرية. وهذا الاكتشاف قد تم في العام 1994، وهو يظهر أن طاقة الإنسان الكاملة والكامنة في داخله هي مجمل قوانين الطبيعة المسيرة للكون كله، وأن الجسم البشري في حالته الأسمى يعمل طبقاً لقوانين الطبيعة. وقد قام بهذا الاكتشاف عالم لبناني هو الدكتور طوني أبو ناضر المتخصص في عمل الدماغ وقوة الإدراك، والمقيم في الولايات المتحدة وأوروبا.

إن قوانين الطبيعة هي ليست سوى هذا الذكاء الكوني المنظم والمسيّر لكل شيء، إذا نظرنا حولنا لوجدنا أن كل شيء يسير بانتظام ودقة، هناك نظام في نمو أصغر نبتة، كما هناك نظام في سير الكواكب والمجرّات في الفضاء، كل هذا يسير طبقاً لنظام وقانون طبيعي، وهذا القانون الطبيعي هو الذكاء الكوني الموجه لكل شيء والموجود أبداً ودائماً مع كل الوجود، ويمكننا أن نسمي هذا القانون الطبيعي بالنظام الإلهي الذي يشمل كل شيء. وإذا تعمقنا في العلوم لوجدنا أن عدد كبير من العلوم قد كشفت لنا عدد لا بأس به من قوانين الطبيعة في الفيزياء هناك الحقل الموحد الذي منه تنبع الطاقة والمادة والذكاء، وفي الكيمياء، هنا معرفة تفاعل وتمازج وتحول المادة، وفي الرياضيات هناك الحلقة المفرغة التي تحوي كل الإمكانيات وكل المعادلات، وغيرها من الاكتشافات.

أما اكتشاف قوانين الطبيعة في الجسم البشري هو نتيجة للقاء بين المعرفة الموضوعية، التي توصل إليها العلم الحديث في دراسته لجسم الإنسان ونمط عمله، والمعرفة الذاتية التي هي في مجملها تتكلم عن قوانين الطبيعة، وضرورة أن يعيش الإنسان طبقاً لهذه القوانين كي يصل إلى جنة الله. فقد تعمق الدكتور طوني أبو ناضر في العلوم الموضوعية وكذلك في العلوم الذاتية، وقد غاص في العلوم الطبية الحديثة ووجد تقسيمات ووظائف لأعضاء الجسم، وكذلك غاص في العلوم والكتب القديمة وأهمها علوم الفيدا (العلوم الهندية القديمة)، واستطاع أن يربطهما معاً للوصول إلى النتيجة بأن القوانين الطبيعية المسيرة للكون كله هي موجودة في الجسم البشري في داخل الإنسان.