Admin Admin
عدد الرسائل : 194 العمر : 33 الموقع : الفضاء الاوسمه : تاريخ التسجيل : 29/03/2008
| |
Admin Admin
عدد الرسائل : 194 العمر : 33 الموقع : الفضاء الاوسمه : تاريخ التسجيل : 29/03/2008
| موضوع: تكملة الجزء الثالث الأحد يونيو 08, 2008 11:01 am | |
| رفع الزجاجة إلى شفتيه وهو يحدجني بنظرة ماكرةٍ، وتوقف ثم أومأ برأسه إيماءة ود بينما أجراسه تجلجل وقال: "إنني أشرب نخب الموتى الذين يرقدون حولنا". " أما أنا فسأشرب نخب حياة مديدةٍ لك"". تأبط ذراعي وتابعنا المسير، قال: " هذا القبو على ما يبدو شاسع الامتداد" فأجبته: " كانت أسرة المونتريسور عظيمة الشأن، كبيرة العدد". " غابت عن بالي الشارة التي ذراعك والتي هي رمز الأسرة" . " قدم إنسان ذهبية ضخمة على أرضية لازوردية. القدم تسحق ثعباناً جامحاً غرز أنيابه في كعب القدم". " وشعارها؟" فقلت باللاتينية: "لا يسع أحد أن يؤذيني ويظلّ معصوماً من الأذى". توقف وقال: "جيد" ونظرت فوجدت أن النبيذ قد لمع في عينيه كما قد ألهب خيالي نبيذ الميدوك مع الصفوف المتراجعة من الجماجم الممتدة أمامنا بين العظام المتراكمة والبراميل ونحن نتوغّل في أعماق هذه المدافن. توقف ثانية، وتجرأت هذه الم رة وأمسكت ذراع فورتوناتو وقلت له : " النشادر! انظر إنّه في تزايد. إنّه يتدلّى كالطحلب. إننا الآن دون قعر النهر. إ ن قطرات الماء تنز من بين العظام. هيا لنعد قبل فوات الأوان. بالإضافة إلى أن سعالك......". فكسرت عنق زجاجة من الميدوك وناولته إياها فأفرغها في جوفه جرعة واحدة، فومضت عيناه بضياء موحش وقهقه ضاحكاً، ثم ألقىانا قليل ادبجاجتي إلى أعلى بحركات لم أفهم لها معنى .نظرت إليه في دهشة فأعاد الحركة بأسلوب مثير للضحك ثم قال: " أولا تفهم؟". " كلا!". آه، لست من الإخوان إذاً". " أي إخوان؟". " لست من الماسونيين". " بلى، بلى، أنا منهم". " مستحيل! أنت ماسوني؟". " بلى، أنا ماسوني". قدم دليلاً إذاً". " هذا هو دليلي". قلت هذا وأخرجت من بين طيات عباءتي مسطاراً للبناء، فتراجع خطوات مني قائلاً: إنّك تمزح، ولكن لنتابع سيرنا إلى الآمونتيلادو". قلت" :ليكن ما تريد". وأعدت أداة البناء تحت عباءتي، وقدمت له ذراعي فمال علي بتثاقلٍ، وسرنا في طريقنا نطلب برميل الآمونتيلادو. نزلنا مروراً بسلسلة من الأقواس المنخفضة، تلتها سلسلة ثانية فثالثة، حتّى وصلنا إلى سرداب عميق كاد هواؤه الفاسد أن يطفئ المشعلين. ولاح في الطرف القصي من السرداب، سرداب آخر أقلُ سعة، كانت جدرانه مغطّاة ببقايا عظام بشرية تصل حتّى السقف على غرار مدافن باريس الكبرى. كان ثلاثة من جدران القبو مزينة بتلك الصفوف من العظام المرصوفة، غير أن العظام قد سقطت على الجدار الرابع، وتكدست على الأرض بشكل عشوائي على شكل رابية كبيرة. وقد لمحنا داخل الجدار المكشوف نتيجة انزياح العظام، تجويفاً بين دعامتين كبيرتين من دعامات سقف القبو طوله أربعة أقدام، وعرضه ثلاثة، وارتفاعه ستة أو سبعة أقدام. ولم يبد أن هذا التجويف قد صنع لغرض ما. وقد حاول فورتوناتو جاهداً أن يدخل مشعله ليرى ما بالداخل، لكن الضوء الخافت للمشعل لم يسعفه ليرى ما بداخل التجويف. قلت له: "تقدم. هناك برميل الآمونتيلادو. أ ما عن لوكريس......". " لوكريس! إنّه جاهل لا يفقه شيئاً". وتقدم متعثر الخطا وأنا أتبعه كظلّه، وفي لحظة كان قد بلغ نهاية الكوة، ووقف في بلاهة وحيرةٍ في مواجهة الصخر أمامه. لكن لم تكد تمضي لحظة أخرى حتّى كنتُ قد كبلته إلى صخرة الغرانيت التي كان قد ثبت فيها حلقتان من الحديد بينهما مسافة قدمين، ثبت في إحداهما سلسلة قصيرة وفي الأخرى قفلٌ. نزعت المفتاح من القفل وفي ثوان كانت السلسلة تلفّه وينغلق القفل. وتراجعت وقلت: "مرر يدك على الجدار، وستحس بالنشادر حتماً، إنّه رطب جداً في الواقع. دعني أتوسل إليك وأطلب منك ثانية أن تعود. كلا؟ إذن يجب أن أتركك حتما. لكن علي أولاً أن أقدم إليك ما أستطيعه من الخدمات الصغيرة". " الآمونتيلادو" نطق صاحبي، ولم يكن قد أفاق من دهشته بعد . " أجل، الآمونتيلادو". أجبته. وبينما لفظت تلك الكلمات رحتُ أشغل نفسي بكومة العظام التي تكلمت عنها من قبلُ، ملقياً إياها جانباً، وكشفت في لحظةٍ عن كمية من الحجارة والطين، وبها وبالمسطار الذي كنت أحمله، بدأت أشيد جداراً على مدخل السرداب . وما كدت أبني الطبقة الأولى حتّى بدا لي فورتوناتو كأنّه يستعيد وعيه من سكرته. وأول بوادر صحوته كانت صرخة أنين خافتة من أعماق السرداب. لم تكن صرخة رجل سكران. وخيم بعد ذلك صمتٌ عصي. وبنيت الطبقة الثانية والثالثة والرابعة وإذ بي أسمع اهتزاز السلسلة العنيف. واستمر الصوت عدة دقائق كان بإمكاني خلالها أن أنصتَ برضى كبير .وتوقفت عن العمل وجلستُ على العظام. وعندما خَفُتَ الصليل أخيراً، تابعتُ بالمسطار الطبقة الخامسة فالسادسة فالسابعة من دون توقف. كان الجدار قد بلغ مستوى صدري الآن .توقفت ثانية ورفعت المشعل فوق جدار الحجارة، وقد أرسل أشعة خافتة على الشخص في الداخل. وانفجر فجأة سيل من الصرخات العالية الحادةِ من حنجرة ذلك الشكل المكبل، بدت وكأنها تدفعني بعنفٍ إلى الوراء. وللحظة وجيزةٍ ترددتُ، وارتجفتُ، ثم استللتُ خنجري من جرابه، وبدأت أتلمس به محيط الكوة، لكن التفكير للحظة أعاد لي الهدوء .وضعت يدي على بناء القبر، وشعرت بالرضا. اقتربت من الحائط وأخذت أرد على زعيقه وأفوقه شدة وقوة. ورغم صياحي فقد استمر يصيح. كان الليل قد انتصف حينما شارف عملي على الانتهاء. وأكملت الطبقة الثامنة والتاسعة والعاشرة، وكنت قد أنهيت جزءاً من الطبقة الأخيرة حيث لم يبقَ إلا حجر واحد أضعه في مكانه وأثبته. وفيما أنا أكافح لأضع ذلك الحجر الثقيل في مكانه، انبعثت في تلك اللحظةِ ضحكة خفيفة من الكوة قفّ لها شعر رأسي، وتلاها صوتٌ حزين أدركتُ بصعوبةٍ أنّه صوتُ فورتوناتو النبيل. ردد الصوت ضاحكاً: "ها ها ها إنّها مزحة لطيفة بالفعل، سوف نضحك منها كثيراً عندما نعود إلى القصر ونحتسي النبيذ هؤ هؤ هؤ" . " هؤ، هؤ، هؤ، هؤ نعم الآمونتيلادو. ولكن ألم يتأخّر الوقت؟ ألن يكونوا في انتظارنا في القصر، السيدة فورتوناتو والبقية؟ هيا لنعد". " نعم، هيا نعد". أجبته . " بالله عليك، يا مونتريسور!". " نعم، بالله علي". لم أحظ بجواب هذه الكلمات، حيث نفد صبري وصرخت بصوتٍ فورتوناتو لكن لم أحظ بجوابٍ أيضاً. فأدخلت المشعل من خلال الفتحة المتبقية، ودفعت به كلّ اتّجاه. لم يكن هناك من جواب غير دندنة الأجراس. أحسست بالألم يعتصر قلبي بسبب رطوبة المدفن، وأسرعتُ لوضع نهايةٍ لعملي، فثبتُ آخر حجر في مكانه، ثم أعدت إلى جانب الجدار الذي أقمته بقايا العظام القديمة، وظلّت هناك أكثر من نصف قرن لا يزعج صمتها إنسان. فليرقد بسلام . | |
|
crazy devil Admin
عدد الرسائل : 146 الاوسمه : تاريخ التسجيل : 02/04/2008
| موضوع: رد: خمس قصص مميزة لرعب حقيقي (الجزء الثالث)...... برميل الامونتيلادو الأحد يونيو 08, 2008 1:39 pm | |
| جاري القرائة
يعطيك العافية خيوو
بصراحة ابدااع رهييب في الرعب | |
|
Admin Admin
عدد الرسائل : 194 العمر : 33 الموقع : الفضاء الاوسمه : تاريخ التسجيل : 29/03/2008
| موضوع: رد: خمس قصص مميزة لرعب حقيقي (الجزء الثالث)...... برميل الامونتيلادو الثلاثاء يونيو 10, 2008 2:39 am | |
| | |
|