عدد الرسائل : 146 الاوسمه : تاريخ التسجيل : 02/04/2008
موضوع: التخاطر عن بعد .... الأحد يونيو 08, 2008 6:57 am
التخاطر عن بعد -( Telepathy )-
- التعريف والتاريخ
Telepathy هى لفظة يونانية الأصل ، عبارة عن شقين هما tele بمعنى distant أو بعيد وpathe بمعنى feeling أو الإحساس .. التخاطر عبارة عن نوع من الاتصال العقلي عند البشر بصورة غير مادية ملموسة بين شخصين بحيث يستقبل كل منهما رسالة الآخر العقلية في نفس الوقت الذي يرسلها إليه الآخر مهما بعدت أماكن تواجدهما .. وبعبارة أبسط ، فالتخاطر يعني معرفة أى شخص منهما بما يدور في رأس الآخر هي مقدرة الإنسان على التواصل ونقل المعلومات من عقل إنسان لآخر ، وتعتبر ظاهرة غريبة كغيرها مثل بعد النظر والاستبصار والتقمص العاطفي ، وهي ظاهرة مثيرة للجدل ولا تلقى قبول لدى الكثيرين ويحاول العلماء التأكد من صحتها .. تم وضع حجر الأساس فى هذه الظاهرة العجيبة سنة 1882 عن طريق الطبيب الفرنسي المعروف Fredric W. H. Myers ووصفها أول الأمر باسم communication de pensees .. ولكن التغيير الأمريكى المستمر فى كل شيء غيّر اللفظة الفرنسية إلى الاسم الجديد higher phenomena.. فى عام 1885 وبعد افتتاح المؤسسة الأمريكية للبحث النفسى ASPR تم الثبات على الإسم الحالى .. التيليباثى .. وأصبحت أول ظاهرة نفسية ستدرس معمليا .. وزاد الإهتمام بدراسة هذه الظاهرة بعد الحرب العالمية الأولى ، على أمل تخاطر الأهل مع ذويهم الموتى فى الحرب .. في فترة الاتحاد السوفيتي سخرت الدولة الشيوعية الكثير من المقدرات المالية والبشرية لاثبات القدرات العقلية الغير طبيعية من دون نتائج .. و قد ذكر ابن خلدون في مقدمته بعض الكرامات التي يمنحها الله لبعض عباده لغرض لايعلمه إلا هو .. الانسان يعيش على كوكب الأرض منذ زمن طويل لايعلمه إلا الخالق ومن الموكد أنه طور قدرات لتساعده في البقاء والمحافظة على نسله ، وخلال الثلاثة آلاف سنة الأخيرة لم تعد هناك حاجة لها مع ظهور الحضارة بانتشار الديانات السماوية ، لكن تلك القدرات بقيت مدفونة .. وهي مازالت موجودة عند البدو الرحل بما يعرف بقص الاثر الذي يمكنهم البحث عن الناس المفقودين في الصحراء .. كل إنسان له من القدرات المدفونة التى تظهر عند الخطر ، أو بالرياضة النفسية .. بالنسبة لرأي العلم يقول العالم البريطاني جوزيف سينل مفسراً هذه الظاهرة " إنها تشبه عمليات الاتصال اللاسلكية المعروفة ، فالعقل البشري مليء بالإشارات الكهربية التي تنتقل بين المخ والأعصاب ، ويمكن لهذه الإشارات أن تنتقل دون الحاجة إلى الأسلاك – الأعصاب - من عقل لآخر "..
- طريقة التخاطر
يجب أولا أن تتأكد أن الشخص الذي ستنقل اليه الفكرة يغط في نوم عميق .. لاحظ أنه يجب عليك أن تتأكد من هذا .. بعد هذا يلزمك ثلاثة أمور لتصبح جاهزا .. 1 - يجب عليك أن تتخيل صورة هذا الانسان تخيلا دقيقا وكأنه بالفعل أمامك .. تتخيله يتحدث .. تسمع صوته وترى صورته .. ولن ينجح هذا الشرط إلا إذا تفاعلت معه تماما ، بمعنى أنك بالفعل بدأت تحس بحقيقته أمامك 2 - يجب عليك أن تركز على فكرة واحدة وهي التي ستنقلها إليه .. مثلا " يجب عليك أن تزورني " أو " اتصل بي " أو " وحشتني " أى شيء في بالك تريد توصيله .. ثم توحد هذه الفكرة حتى تتقوى لديك .. 3 - ان تتخيل النتيجة وهي أنه بالفعل أتاك الآن ليزورك وأنكما تتبادلان الحديث وأنه مسرورانا قليل ادبيارته لك .. أو أنه قام بفعل ما طلبته منه .. تفاعل إلى أبعد حد .. وينصح البعض مثل هارولد شيرمان أن يستمر هذا التفاعل أكثر من نصف ساعة .. وأن تستمر حتى ترد إليك رسالة تعلمك أن الرسالة وصلت .. وهذه الرسالة عبارة عن احساس عميق أن الآخر تلقى رسالتك بالفعل ..
- أسس التخاطر العلمية
أثبت العلم الحديث نشاطات عديدة لجسم الإنسان لم تكن معلومة لدينا في الماضي القريب ، ومن هذه النشاطات الأثر الكهرومغناطيسي للنشاط الكهربي لعقل الإنسان .. إن خلايا المخ عند الإنسان والتي تعد بالملايين تقوم بعدة مهام عن طريق إرسال الإشارات الكهربية فيما بينها ، وهذه الإشارات الكهربية بدورها تكون بمثابة الأمر المرسل من مراكز المخ المختلفة المسئولة عن تحريك الأعضاء والإحساس والقيام بتوصيل المعلومات من الحواس إلى مراكز المخ والعكس .. وهذا النشاط الكهربي مهما كانت درجة ضعفه فإنه يولد نوعاً من الطاقة الكهرومغناطيسية يمكن رصدها بالعديد من الأجهزة المعدة لذلك ، بل وتصويرها بالموجات شديدة الصغر في شكل هالة ضوئية حول الإنسان لها مدى معين ولون طيفي يميز هذه الهالة من شخص إلى آخر ومن حالة إلى حالة لنفس الإنسان .. مما لا شك فيه أيضاً أن هذه الهالة الضوئية غير المرئية هي وليدة نشاط المراكز العديدة في المخ من مراكز الحواس إلى الذاكرة إلى الاتزان .. من هنا يمكننا القول إن جميع العمليات التي يقوم بها مخ الإنسان يصدر عنها كمية معينة من الطاقة يمكن تمييزها عن غيرها بالقدر التي تسمح به إمكانيات الأجهزة المستعملة حالياً .. رغم أن موهبة التخاطر في الانسان عفوية ويصعب التحكم بها إلا أنها ما تزال قوية في الحيوانات ويمكن دراستها .. ومن التجارب الغريبة التي قامت بها البحرية الأمريكية في السبعينات محاولة التعرف على هذه الظاهرة في الأرانب ، فقد أُرسلت الأرنبة الأم مع إحدى الغواصات إلى قاع المحيط ، فيما بقي تسعة من أبنائها في القاعدة البرية .. وعند توقيت معين بدأ القائمون على التجربة بقتل الأبناء الواحد تلو الآخر .. وفي ذات التوقيت كان الاطباء في الغواصة يقيسون ردود الفعل لدى الأم فلاحظوا انفعالات مفاجئة ، وتغيرات واضحة كلما قتل أحد الصغار .. يعتقد بعض العلماء أن موهبة التخاطر كانت قوية في الإنسان ثم ضعفت بالتدريج حين تعلم النطق واستعاض به للاتصال .. وحتى اليوم يلاحظ أن التخاطر يظهر غالباً في حالات الطواريء ، وحين يكون المرء في أمسّ الحاجة اليه ..
- تجارب وبراهين
صحيفة سكوتزمان SCOTSMAN نشرت في الماضي القريب معلومات جديدة عن تجربة تفيد بنجاحها ، وهذه التجربة قام بها المستكشف هيبرت والكنز عام 1937 أثناء قيادته فريقاً من العلماء إلى القطب الشمالي .. ورغم أن تجربة التخاطر لم تكن ضمن برنامج البعثة إلا أن الاهتمام المشترك بهذا الموضوع جعل الفريق يتفق على القيام بها .. وكانت التجربة تقتضي من أحد المشاركين - ديفيد ميل - البقاء على إحدى الجزر الكندية وتسجيل ما يخطر في ذهنه من صور مرسلة في وقت محدد من كل يوم .. من الجهة الاخرى أرسل هيبرت وزملاؤه صوراً ذهنية منوعة التقط منها ديفيد نسبة تجاوزت حدود الصدفة .. تفاصيل التجربة ظهرت في كتاب أفكار عبر الفضاءSpace Thoughts through وفيه يتضح أن ديفيد ميل – المستقبل - لم يكن مقتنعاً بحقيقة التخاطر حتى رأى بنفسه التطابق بين ما استقبله هو وما أرسله الفريق من صور .. ومن أهم الاختبارات ايضا تلك التي اجريت في سفينة الفضاء أبولو 14 ولا يتسع المقام الحالي للخوض فيها .. وإنما يكفي القول أن نتائج الاختبارت خضعت لتحقيق طويل لم يدع أي مجال للشك عندهم أنه كان هناك بالفعل تراسل عقلي متواصل بين سفينة الفضاء ومركز المراقبة الارضي رغم بعد المسافات .. آخر تجربة من هذا النوع حدثت في لندن في السابع من ديسمبر الماضي .. فقد اجتمع اكثر من 1000متطوع لبث صور مختارة إلى ذهن شخص تم عزله في أحد المباني القريبة ، وقد عمدت هذه المجموعة - بتوجيه من عالم النفس الدكتور ريتشارد وايزمان - الى النظر لنفس الصورة وتركيز النية لإرسالها ذهنياً الى ذهن المستقبل .. غير أن النتيجة لم تكن إيجابية ولا تتناسب إطلاقاً مع العدد الضخم للمرسلين والعدد المحدود للمستقبلين .. أما أكبر تجربة من هذا النوع فقد حدثت في نيويورك عام 1971 حين حاول 2000 شخص بث معلومات ذهنية إلى شخصين ادعيا أنهما يملكان القدرة على قراءة أفكار الناس واستقبالها عن بعد .. غير أن تلك التجربة لم تكن محكمة علمياً ، حيث جرت اثناء حفل موسيقي ضخم .. وبدورها لم تخرج بنتائج يعتمد عليها ..
- ESP - Extrasensory perception
من المهم التفريق بينها وبين التليباثي .. إنها بإختصار المقدرة على الحصول على معلومات عن طريق أحد الحواس الغير معتادة عن الخمس المعروفة .. البصر - السمع - الشم - اللمس - التذوق .. هذه الحواس الخمسة هى الحواس المعتادة ، ومن يملك ما زيد عن ذلك فهو يمتلك ESP.. والذين يمتلكون تلك المقدرة انقسموا إلى فريقين ، الأول أكّد على أنه يمتلك هذه المقدرة منذ نعومة أظفاره ، أما الفريق الأخر يشير إلى أنه امتلكها فجأة دون سابق إنذار .. لكن يجمع أفراد الفريقين على أنهم بالفعل يمتلكون مقدرة عقلية فوق العادة ، تتمثل فى معرفة ما يجول فى فكر من يركزون التفكير فيه ، بل والقدرة على إرسال أية رسالة عقلية سواء كانت فى شكل صورة أو إيحاء أو نصيحة ..